ملايين اليمنيين، الذين شردتهم مليشيا الحوثي، يعانون من أوضاع مأسوية تزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث توقفت المساعدات الغذائية، وارتفعت أسعار المواد الأساسية بشكل جنوني، لتهدد المجاعة حياة أكثر من 120 ألف أسرة نازحة، في ظل تقاعس دولي مريب.
المنظمات الإنسانية تطلق تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة في مأرب، حيث تشير التقارير إلى أن نسبة كبيرة من النازحين محرومون من المساعدات الغذائية الضرورية، ويعيشون في ظروف صحية سيئة تنذر بانتشار الأوبئة والأمراض.
– كارثة إنسانية
يقول رئيس منظمة حماية، علي التام: “أوضاع النازحين في مأرب تتفاقم وتزداد سوءا، وجوهر المشكلة في تفاقم الوضع المعيشي، وصولا إلى انعدام الأمن الغذائي لدى مئات الأسر من النازحين، بل والمجتمع المضيف في مأرب”.
وأضاف: “أدى ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة إلى إضعاف قدرة النازحين والمجتمع النظيف -على حد سواء- على إعالة أنفسهم”.
وتابع: “ليس من باب التهويل، وليس من باب التحذير، أمامنا كارثة وشيكة ستحل بهذا المجتمع الكبير، الذي بات شبه سجن جغرافي كبير داخل مأرب؛ لأنه لا حول له ولا قوة”.
وأردف: “هؤلاء النازحون جاءوا إلى مأرب بحثا عن ملاذ آمن؛ بحثا عن فرص عمل لإعالة أنفسهم، وبالتالي كانت ظروف الحرب قاسية وشديدة، وما زادها سوءا أن حصص الغذاء العالمية، التي كانت تعيل الأسر الأشد ضعفا، توقفت منذ أكثر من ثمانية أشهر من الآن”.
– نقص التمويل
يقول نائب مدير الوحدة التنفيذية للنازحين في مأرب، خالد الشجني: “المسجلون في الغذاء العالمي في مأرب عددهم لا بأس به، لكن لازال عدد كبير من الأسر النازحة تحتاج إلى تدخلات عاجلة ومنقذة للحياة”.
وأضاف: “في موضوع الأمن الغذائي، طبعا -كما تعرفون- تم تصنيف محافظة مأرب ومعظم مديرياتها في المرحلة الرابعة، وهي مرحلة الطوارئ، ومرحلة خطيرة من ناحية المجاعة”.
وأوضح: “توقف برنامج الغذاء العالمي، خلال الفترة الماضية، بسبب نقص التمويل الذي يقدم للبرنامج”.
وتابع: “كان من قبل، مع بداية الأحداث، للتدخلات الإنسانية تأثيرات كبيرة، لكن مع نقص التمويل الإنساني المنقذ للحياة أدى إلى وجود ظواهر ومعاناة لم تكن موجودة أصلا في السابق؛ لعدة أسباب؛ من ضمنها أن الناس كانوا معتمدين بصورة كبيرة جدا على المساعدات الإنسانية، وفي لحظة من اللحظات توقفت هذه المساعدات الطارئة، وبدون أن نمكِّن الناس، ونعمل لهم تمكينا اقتصاديا أو تعافيا حتى يقدروا على كسب مصادر دخل جديدة لهم، يغطوا احتياجاتهم الأساسية”.
وأردف: “هناك تأثيرات كبيرة، سواء في المجال النفسي أو الصحي، أو حتى بسوء التغذية الذي بات منتشرا بشكل كبير جدا، حيث هناك أكثر من 17 ألف امراة حامل، وأطفال يتجاوز عددهم 100 ألف يعانون من سوء التغذية”.
وزاد: “الوضع الإنساني أثر بشكل كبير جدا على النازحين -بالذات في المخيمات- كونهم معتمدين اعتمادا كبيرا وكليا على المساعدات الإنسانية”.
المصدر |بلقيس نت